أثر المتغيرات الدولية الطارئة على الاقتصاد العالمي

image

أثر المتغيرات الدولية الطارئة على الاقتصاد العالمي

قدم عبدالواحد احبا فى بحثه أثر المتغيرات الدولية الطارئة على الاقتصاد العالمي في إحتفالية جيت أكاديمي   gate academy مايلى :

المقدمة

أن فيروس كورونا لايمثل المعاناة البشرية التي يواجها البشر في كافة انحاء العالم فقط بل يمثل ايضا معاناة اقتصادية لكافة دول العالم لذلك هو ليس فيروسا معديا علي المستوي الطبي فحسب بل فيروسا معديا علي المستوي الاقتصادي ايضا .ففي بداية العام الجديد كان الاقتصاد العالمي يتجه في طريقه الي انتعاش جيد ولكن منذ أن بدأت هذه الازمة التي لا يعرف الاقتصاديين في أي وقت ستنتهي وتعود التجارة الدولية لما كانت عليه ولكن انقلب كل شئ رأسا علي عقب نتيجة هذه الجائحة وفي 4 مارس 2020 أكد صندوق النقد الدولي أن اقتصاديات الدول  تتجه نحو مسارات أكثر ركودا وأكثر خطورة .واكد ايضا أن هذا الوباء يختلف عن باقي الاوبئة التي مر بها العالم في العصور القديمة لانه ضرب بشدة اقتصاديات الدول الكبري ومن اهمهم (الصين واليابان والمانيا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية ) ونتيجة لتأثر هذه الاقتصاديات بأزمة كورونا تراجعت معدلات التجارة الدولية علي المستوي العالمي والسبب في ذلك هو ان هذه الدول تمثل حوالي 41%من الصادرات الصناعية علي مستوي العالم وتمثل حوالي 65% من التصنيع العالمي وتمثل حوالي 60% من الناتج المحلي الاجمالي .

 وبتعبير أحد الاقتصاديين عندما تعطس هذه الدول تصاب بقية دول العالم بالبرد فهذه الاقتصاديات تتمثل في الولايات المتحدة واليابان والمانيا وبريطانيا والصين وكوريا . ولقد نشر مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية مذكرة في 4مارس 2020 موضحا فيها تأثير فيروس كورونا علي التجارة الدولية والاثار الاقتصادية المترتبة عليه ويوضح التقرير التي جاء في المذكرة أنه حدث انخفاض كبير في مؤشر المشتريات التصنيعية في الصين حيث قدر هذا الانخفاض بحوالي 20درجة وهو ما يمثل ادني حد انخفاض سجلته الصين منذ عام 2004وهذا الانخفاض يعني وجود انخفاض في الانتاج بنسبة 2% وهذا الانخفاض تسبب في انخفاض يقدر بحوالي 50مليار دولار  امريكي في التجارة بين الدول وكما وضح ان القطاعات الاكثر تضررا من هذا الانخفاض هي صناعة الادوات الدقيقة والالات واجهزة الاتصالات ومعدات السيارات .واكدت رئيسة قسم التجارة الدولية والسلع التابعة للأونكتاد( باميلا كوك هاميلتون )أن الاقتصاديات الاكثر تضررا في مناطق مثل الاتحاد الاوروبي حيث تقدر حجم الخسائر التي حققتها نتيجة هذه الازمة حوالي 15.5 مليار دولار وبلغ حجم خسائر اليابان حوالي 5.2 مليار دولار .وتعد الولايات المتحدة الامريكية من أكثر الدول التي تأثرت صادراتها بسبب أزمة كورونا  حيث انخفضت صادرات أمريكا بحوالي 9.6في المئة الي 187.7 مليار دولار حيث تراجعت حجم الواردات في امريكا وقدرت بحوالي 9.6% الي 232.2 مليار دولار في شهر مارس الماضي ليرتفع حجم العجز التجاري الي حوالي 44.4 مليار دولار في ظل جائحة كورونا وفق لما صرحت بيه وزارة التجارة الامريكية ,ولقد انكمش الاقتصاد الامريكي بنسبة 4.8% خلال الربع الاول من العام الحالي بسبب الضغوطات الحادة التي فرضها فيروس كورونا علي كل دول العالم واكد مكتب التحليل الاقتصادي الامريكي ان الاقتصاد الامريكي انكمش في خلال 3اشهر من هذا العام بشكل اسرع منذ الازمة المالية التي مر بها في عام 2008 . وكان من المتوقع أن فيروس كورونا لو ظهر في بلد اخري غير الصين لما كان له صدي واسع كما حدث الان لان الصين تعد من الدول الصناعية الكبري التي تعتمد عليها اقتصاديات الدول الاخري مثل دول النامية وعلي سبيل المثال  تعد الصين اكبر مستور د للبترول من  دول الخليج حيث تمثل الصين نحو 16%من الناتج المحلي العالمي .

لقد خلقت أزمة كورونا أزمة صحية لم يسبق لها مثيل في السنوات الماضية لذلك ادت الاجراءات اللازمة لاحتواء الفيروس الي حدوث هبوط اقتصادي علي مستوي العالم وحدوث خلل في الاستقرار المالي العالمي حيث انخفضت اسعار الاصول الخطرة الي مستويات متدنية جدا منذ تفشي هذا الوباء ويعد الانخفاض الذي حدث في اسعار الاصول الخطرة منذ بداية انتشار فيروس كورونا أكبر انخفاض يشهده العالم بعد الانخفاض الذي حدث في عام 2008نتيجة الازمة المالية في ذلك الوقت .فعلي سبيل المثال تحمل العديد من اسواق الاسهم في اقتصاديات الدول الكبري والصغري انخفاضات بنسبة 30%او اكثر ونتيجة لفيروس كورونا و بدأت تظهر الضغوطات علي الاسواق الكبري للتمويل قصير الاجل مثل السوق العالمية للدولار الامريكي . ونتيجة التقلب الشديد التي حدث في السوق المالي العالمي حدث تراجع شديد في سيولة الاسواق الدولية مثل سوق سندات الخزانة الامريكية .ولقد حدث تذبذب في السوق المالي في 3 اشهر الماضية علي نحو غير مسبوق عليه حيث ارتفعت اسعار السندات الحكومية الي مستوي مرتفع جدا في 6مارس 2020في حين تراجعت اسعار الاسهم علي المستوي العالمي بسبب الاختلالات التي سببها فيروس كورونا ,حيث انخفض العائد علي السندات الحكومية لاجل 10سنوات الي حوالي 0.7%حيث كان العائد في بداية العام الحالي حوالي 1.9% وسجلت السندات الحكومية البريطانية والالمانية مستويات قياسية ايضا في انخفاض معدلات العائد علي السندات نتيجة انخفاض في اثمان السندات .

وأوضحت (صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية) أن العائد علي السندات الخزانة الامريكية لاجل 10سنوات تراجع باكثر من 0.3%في بداية شهر مارس وهذا يعتبر اكبر انخفاض منذ حدوث الازمة المالية عام 2008 وفي الوقت التي كانت تنخفض فيه  العوائد علي السندات نتيجة ارتفاع في اسعار السندات كانت الاسهم العالمية تحقق معدلات تراجع منخفضة نتيجة تفشي جائحة كورونا حيث انخفضت الاسهم الامريكية في التعاملات المبكرة في بورصة نيويورك كما انخفض مؤشر (ستاندرد أند بورز 500) بنسبة 3%تقريبا خلال شهر مارس الماضي ,وانخفضت مؤشرات الاسهم الرئيسية في اوروبا بنحو 4%, وحقق مؤشر (ستوكس 600) انخفاضا شديدا تمثل بنسبة 12%منذ بداية العام .

وبالرغم من هذه الجوانب السلبية التي حققها فيروس كورونا علي العالم والخسائر التي حققتها الدول ,الا أنه كانت له العديد من الجوانب الايجابية علي المستوي الاجتماعي وعلي المناخ البيئي ايضا وتمثلت الجوانب الايجابية علي المستوي الاجتماعي في تحقيق الترابط والتماسك الاسري بين افراد الاسرة حيث جمع شمل الاسرة ونتيجة العزل المنزلي الذي فرضه هذا الوباء علي المجتمع اصبحت الاسرة تناقش مشاكلها الاجتماعية .واصيحت النظافة الشخصية شئ مقدس عند كل فرد في الاسرة خوفا من أن يصاب أحدهما بهذا الفيروس ,ومن ابرز الايجابيات علي المستوي الاجتماعي هو انخفاض معدلات الجرائم بسبب التزام الجميع بالحظر التي فرضته الدولة .ويعد من أبرز ايجابيات كورونا أنه جعل البيئة وكوكب الارض يتنفس بشكل جيد بعد أن ازادت فيه معدلات الانبعاث الحراري وزيادة معدلات التلوث في دول العالم بسبب انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن المصانع الكبري في الدول .ونتيجة لهذا الوباء أغلقت الكثير من المصانع وتوقفت العديد من الانشطة الاقتصادية وترتب علي ذلك انخفاض معدلات التلوث وانخفاض ثقب الاوزون .وقد كان لفيروس كورونا تأثير كبيرعلي مسار عملية التعليم في أي دولة فمنذ أن بدأت الازمة في الانتشار وزيادة معدلات الاصابة كان من الصعب علي اي دولة أن تستكمل مسار العملية التعليمية بالطريقة التقليدية حتي لا يحدث تزاحم في المؤسسات والمنشأت التعليمية منعا لزيادة الاصابات بين الطلاب .فلجأت الدولة الي طرق اخري من أجل استكمال مسار العملية التعليمية وكان من اهم الوسائل التي لجأت لها الدولة هو التعليم عن بعد .ومن ضمن ايجابيات فيروس كورونا ايضا أنه اتاح مجالا للعمل من خلال المنزل من خلال الانترنت مثل التسويق الالكتروني وغير ذلك فيستطيع الفرد التي يجيد استخدام تكنولوجيا بشكل جيد أن يعمل وهو مقيم في المنزل ويحصل علي دخل يمكنه من العش بشكل جيد.و في هذه الرسالة ستم دراسة أثر الفيروس علي الاقتصاد العالمي و الخروج يتوصيات لتقليل الاثار السلبية له.

أهمية الدراسة  

  • تستمد هذة الدراسة أهميتها من أهمية توضيح مفهوم المتغيرات الدولية الطارئة و معرفة أثرها علي الاقتصاد الدولي.

  • قد تتوصل الدراسة إلى نتائج يمكن أن تسهم في تقديم توصيات ومقترحات للاستفادة من المتغيرات الطارئة و تجنب الاثار السلبية للمتغيرات الطارئة.

  • يمكن اعتبار هذه الدراسة كمصدر للباحثين والدارسين الذين يودون التعرف أكثر على المتغيرات الدولية الطارئة علي الاقتصاد الدولي وقد تشكل هذه الدراسة نقطة انطلاق للباحثين و المهتمين لإجراء المزيد من البحوث في هذا المجال.

أهداف الدراسة 

تهدف الدراسة إلى:

  • تعريف نظرية الطروف الطارئة

  • معرفة فيروس كورونا

  • معرفة أثر فيروس كورونا علي الاقتصاد العالمي

 

ولمزيد من المعلومات عن  "جيت أكاديمي Gate Academy" والتفاصيل عن برامجها التدريبية، وكيفية الاشتراك في الحفلة القادمة، يرجي زيارة الرابط التالي:

https://gatetrainingeg.com/ar/master_degree         

اتصل بنا

أرسل لنا رسالة لأي استفسار